تفاصيل الخبر
ومن أهم القطاعات التي تساهم في صنع الصورة قطاع الأفلام الذي يشيع العنف وصورة الإنسان الذي يعيش في اللحظة الآنية، يساعده قطاع الأزياء الذي يُغير "أذواق" الذكور والإناث والأطفال كل عام مرتين. ومن أهم القطاعات الأخرى، ولعلها أهمها قاطبة، قطاع الإعلانات التجارية التي لا يكف التليفزيون الأميركي عن بثها.
تقوم الإمبريالية النفسية من خلال الإعلام بترويج صورة الإنسان الاقتصادي الجسماني، وهذا يتضح بجلاء في الإعلانات التليفزيونية.
هدف الإعلان التليفزيوني اقتصادي استهلاكي (بيع سلعة ما) ولكنه يوظف الجنس للترويج لهذه السلعة، أي أن الإمبريالية النفسية لا ترى الإنسان إلا من خلال هذين البعدين (الاقتصادي والجنسي).
فاحتساء الشاي لا تكتمل متعته إلا من أيد رقيقة!! والإعلانات عن قشرة الشعر أو البشرة تجعلنا نحس أن الجنس البشري كله قد أصيب فجأة بالأمراض الجلدية! ولكن لو شفي المرء منها فإن جاذبيته الجنسية لا يمكن أن تقاوم!
ويرتبط بذلك كله انتشار القيم الاستهلاكية مثل أنه لابد للمرء أن يجدد نفسه كل يوم، من خلال نوع معين من الكريمات أو العطور، وأنه بوسعه، رغم تقدمه في السن، أن يحتفظ بحيويته بل وشبابه وجاذبيته الجنسية بطبيعة الحال إن هو استخدم نوعا معينا من الفيتامينات.
إنها إعلانات هدفها أن تدفع الإنسان لمزيد من الاستهلاك، وكأن الاستهلاك هو الهدف الأساسي وربما الوحيد من وجود الإنسان في هذا الكون.
وعادة ما تتم المزاوجة بين الاقتصادي والجنسي، ولكن هناك إعلانات تحاول أن تدخل للمستهلك من مدخل آخر. فهناك إعلانات تحاول استخدام قيم مثل الترابط العائلي ولكنها توظفها في تصعيد الاستهلاك، كأن يدعوك الإعلان للحديث مع والدتك من خلال شركة كذا للتليفونات، أو تذكرك بشراء هدية لها من المحل الفلاني وبالتقسيط المريح.
-
مشاركه